تعتبر كاتدرائية كولونيا أهم وأقدم معالم ألمانيا التاريخية والتي تقع قرب نهر الراين
بمدينة كولنيا الألمانية.يوجد بالقرب من هذه الكنيسة أو الصرح التاريخي العديد من
الأسواق والمحلات التجارية التي تمتد على طول شارع مطل عليها. مرت الكاتدرائية بتاريخ طويل وفترات متلاحقة من مراحل بنائها التي تجاوزت الستمائة سنة تقريباً.حيث تذكر بعض الروايات أن السبب في بنائها هو نقل أحد الأسقف الذين كانوا يستقرون بهذه الكنيسة لرفات ثلاثة من المجوس الذين يقال بأنهم أول من تنبأ بولادة المسيح عيسى عليه السلام. حيث قام الأسقف بنقل الرفات من مدينة ميلانو الإيطالية الذي يقال أن الرفات وصلها من القدس خلال فترة الحملات الصليبية إلى ألمانيا. ومن هنا جاءت فكرة بناء الكنيسة في عام 1164 ثم تعرضت لحريق في الجانب الشرقي منها وأعيد بناؤها على الطراز القوطي الحديث وتم ترميم الجز الغربي خلال الفترة التي حدث فيها الحريق في جزءها الشرقي لكي يسهل ممارسة الطقوس الدينية فيها وذلك في عام 1248. ومن الجدير بالذكر أن لهذه الكنيسة طراز معماري جميل وهي تابعة للكنيسة الكاثوليكية.
يوجد يجوار الكنيسة ساحة كبيرة جداً يجتمع فيها السواح القادمون من كافة أنحاء العالم للإستمتاع بالمناظر والمشاهد المعمارية الرائعة التي تجذب آلاف السياح سنوياً بإعتبارها أشهر المعالم الأثرية السياحية في ألمانيا. كما تقام بهذه الساحة المهرجانات ومن أيرزها كرنفال كولونيا الشهير بالإضافة إلى الحفلات الموسسيقية والعروض الثقافية وغيرها من النشاطات الفنية والأدبية والتاريخية التي يهتم بها السواح والمواطنون على حد سواء. يتميز المبنى بوجود برجين طويلين جداً حيث كانت تعد المبنى الأكثر إرتفاعاً في العالم حتى تم بناء برج واشنطن عام 1884 والذي تجاوزها بشكل كبير.يمتلك هذا الصرح العظيم أهمية كبيرة جداً لدى ألمانيا بشكلٍ خاص وأوربا بشكلٍ عام ، حيث تحظى هذه الكنيسة بأهمية تاريخية، حيث تم إدراجها ضمن قائمة مواقع التراث العالمي في منظمة اليونيسكو عام 1996 ثم أدرجت ضمن قائمة المواقع الأثرية العالمية المهددة بالهدم عام 2004 بسبب كثرة أعمال البناء والتشييد حولها. هذا إضافة إلى كونها أصبحت نموذجاً لبناء الكنائس على غرارها في كافة أنحاء أوربا . وبالطبع فإن لهذا المعلم الحضاري أهمية إقتصادية كبيرة جداً للإقتصاد الألماني والأوربي بشكل عام لما تحققه من معدلات كبيرة في جذب السياح والمؤرخين والباحثين وكذلك المسيح من كافة دول العالم.تعد هذه الكنيسة المقر الرئيسي لجميع الأساقفة في ألمانيا وهذا يعطيها مزيداً من الأهمية من الناحية الدينية أيضاً.
